قرأت مقالا في مجلة فرنسية مشهورة (Le point) أغاضني كثيرا وجعلني أشعر بكثير من الغضب
(أنظر الرابط في الأسفل )
يتحدث المقال عن معلومات خفية بخصوص الاتفاقيات التي أبرمها هولند مع المسؤولين الجزائريين بخصوص الغاز الصخري سربها لهم وزير الخارجية الفرنسي. يتحدث هذا المقال عن الصعوبات الكبيرة التي تجدها الحكومة الفرنسية في القيام ببحوث تتعلق بالغاز الصخري ( غاز الشيست) في ترابها ( أمام معارضة شركائها الأيكولوجيين والرأي العام الفرنسي) لأن هذه البحوث ستؤدي إلى استغلال فعلي لهذا الغاز مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الإنسان والبيئة في فرنسا وعليه فإن هذه البحوث ستكون على الأرض الجزائرية حيث لا يُعتقد أن الجزائريين سيتذمرون أو ينزعجون من هذا ـ كما يقول صاحب المقال ـ ؟ ! أي أننا نحن الجزائريين حيوانات تُقام علينا أسوء أنواع التجارب ولا نحس ولا نشعر ولا نحتج عكس الفرنسيين الذين منعوا شركاتهم من ذلك. يا للعار... يا للعار... يا للعار.
وللعلم فإن فرنسا ستقوم بهذه الأبحاث بأموال الجزائر كما تنصص عليه الاتفاقية، أي أن الفرنسيين يُمكن أن يصلوا إلى نتائج علمية بالتجربة على حساب صحة الجزائريين وبيئتهم وحينما يصلون إلى النتائج التي يريدونها يذهبون لبلادهم لاستغلال هذا الغاز بلا مخاطر بيئية، هكذا يقول الفرنسيون، وهكذا يضحكون علينا، وحينما تستمع إليهم وهم يقولون هذا تكاد تنفجر من الغضب على حكامنا الذين لا تهمهم إلا الحلول السهلة التي يحافظون بها على استمرارهم في الحكم على حساب الجزائر وأهلها.
نحن لسنا في حاجة الى الغاز الصخري لأن لدينا الغاز الطبيعي، هكذا يقول المتخصصون.
وإذا كان المسؤولون يعرفون بأن هذا الغاز سيتراجع إنتاجه على المدى المتوسط ـ كما نبهنا لذلك مرارا ـ فكان عليهم أن يضعوا رؤية اقتصادية تمكنهم من استعمال أموال البترول والغاز للاستثمار في الصناعة والفلاحة والخدمات والبحث العلمي وتشجيع الإبداع والعمل الجاد الذي لا تضمنه الا الحرية ، حتى تصبح لدينا قيم مضافة خارج المحروقات بدل تبديد أموال هذه الأموال وسرقتها وإنفاقها على شراء الذمم و"بوقلة" و تبليد العقول وإلهاء الشباب وتسكين التوترات الاجتماعية بحلول سطحية لا تثبت على المدى المتوسط والبعيد.
بالإضافة إلى هذا لن يكون هذا الغاز الصخري ريعا ثمينا في الجزائر بل سيكون طاقة تُستعمل لاحتياجات الجزائريين الداخلية فقط لأن سعره في الأسواق الدولية سيكون رخيصا جدا إذ حينما يُتوصل لطرق استغلاله ضمن الشروط البيئية ( التي تريد فرنسا الوصول إليها على حسابنا) ستستعمله الدول المتقدمة التي تتوفر كلها على مخزون كبير منه، ومنها فرنسا بالذات التي تتوفر على مخزون يكفيها لقرن كامل.
استعملت فرنسا أرض الجزائر لتجاربها النووية وأصبحت بذلك قوة نووية على حسابنا وحساب الآلاف من القتلى و المرضى والمشوهين غير أننا لم نكن نقدر على منعها لأننا كنا تحت الاستعمار، واليوم تستعملنا فرنسا لتجاربها في استغلال الغاز الصخري على حساب صحتنا وبيئتنا وبموافقة من مسؤولينا ويتم عقد الاتفاقات تحت العلم الجزائري وبالأختام الجزائرية وبالمال الجزائري..
الرابط : أنقر هنا
عبد الرزاق مقري.
1 commentaires:
ليس من الغريب أن يقع بل من الغريب أن لا يقع
إرسال تعليق